بعيدا عن بروباغاندا الحكام العرب.. غزة أكبر منكم جميعا

 Ghaza
بدأت الحرب على قطاع غزة بذريعة اختفاء تلاث مستوطنين إسرائيليين، وقامت اسرائيل مباشرة بعد الحادث باتهام المقاومة الفلسطينية حماس وألبستها تهمة الاختطاف. بعدها بأيام بدأت الحرب من جهة المحتل الصهيوني وقامت حماس بواجبها الدفاعي المشروع وعملت على الرد وبعدها تسارعت الأحداث وتطورت إلى ما وصلت إليه الآن، من قتل للأطفال الأبرياء واستهداف للمنشآت الحيوية والاستراتيجية كالمستشفيات والمدارس بدعوى استعمال رجال المقاومة لهاته المقرات كأماكن للاختباء وتخزين الأسلحة، ووصلت الوقاحة والبشاعة بالجيش الصهيوني إلى قصف المؤسسات التابعة للمنظمات الدولية، كمدارس الأناروا التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، كل هذا تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي دون أن يُحرك أحد ساكنا، والمبكي أكثر في هذه الوضعية هي المواقف العربية – إن كانت لهم أصلا مواقف- المخزية والمهينة، إذ اكتفى الرؤساء والملوك العرب بالشجب والتنديد في حين نجد الحليف الاستراتيجي لاسرائيل المتمثل في الولايات المتحدة يضع مخزونها الاسترتيجي من الأسلحة باسرائيل تحت إشارتهم، وإن لزمهم عتاد عسكري فالولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لتصدير ما يكفيها من الأسلحة وقتما شاءت.
وبالعودة للمواقف العربية، نجدهم يتسارعون فيما بينهم، من يعطي مساهمات ومساعدات أكثر من الآخر، وتراهم يتفاخرون على بعضهم من السباق إلى إرسال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المنكوبين، وكأن عقولهم لم تستوعب بعد أن غزة في حاجة إلى سلاح، في حاجة إلى عتاد عسكري، في حاجة إلى كسر الحصار ولو العربي على الأقل.
يوما بعد يوم، يؤكد الفلسطينيون الأحرار للعالم بأنهم الشعب العربي الوحيد المتحرر عقليا وعمليا، وأنا أتساءل دوما، كيف سيكون حال الفلسطينيين لو عاشوا في بلاد الحرية ؟ كما يتبادر إلى ذهني : من أين لهم هذه القوة للدخول في حرب غير متكافئة الأطراف لا عسكريا ولا ماديا ولا حتى معنويا ؟ كيف تواجه “مدينة” صغيرة (المسافة) مُحتلا صهيونيا تقف بجانبه كل دول العالم ؟
ويأتي اليوم زعيم عربي راكم أموال البلد، وقوت الفقراء من المواطنين وذهب بها إلى البنوك السويسرية، ويتغنى بتقديمه لمساعدات إنسانية من أدوية منتهة الصلاحية، وأغذية فاسدة لا تأكلها حتى الحيوانات، وملابس ممزقة…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *