ملك المغرب يسأل : أين ثروة البلد ؟

اصداء
مع حلول سنة 2010، بدأت تظهر في المجتمعات العربية أعراض غير طبيعية، وبدأ مستوى الوعي الجماعي بالحقوق والواجبات يزداد نسبيا، وأحس المواطنون أن هناك شيئا ما غير طبيعي يطبع الحياة اليومية.
ولم تكد السنة أن تخلص حتى بدأت أولى شرارات المظاهرات تشتعل، وانتفضت بعض الشعوب، وبدأت أخرى في التأهب للخروج إلى الشوارع وكسر جدار الصمت ووضع الأصبع على الطابوهات، والمحرمات من طرف “السلطة.
ففي تونس بدأت الثورة، وزعزع الشعب بهمته ومشروعية مطالبه النظام السياسي ومرغ بكرامة وهيبة الرئاسة الأرض حتى فر بن علي وعائلته بشكل مهين ومذل. ثم شاءت الأقدار أن ينفجر المصريون على نظام حسني مبارك وأن يَمسحوا بكرامته وهيبته زنازين سجن “طره”. ليأتي دور العقيد الديكتاتوري معمر القذافي الذي لايزال قبره مجهولا إلى اليوم، وقتله من طرف الليبيين قتل البهائم. وقس على ذلك اليمن ثم سوريا وغيرها ..
وصل المد إلى المغرب، في شكل حركة اتجاجية أُطلق عليها حركة 20 فبراير (نسبة إلى أول خروج شعبي) التي رفعت لائحة من المطالب المتعددة والكثيرة، بدءا من إعادة مراجعة الوثيقة الدستورية بشكل حديث وفق مستجدات العصر وقيم الديموقراطية والحداثة وصولا إلى محاربة الفساد والمفسدين ورفض مراكمة السلطة والثروة في يد واحدة، والتصدي لظاهرة استغلال النفوذ وغيرها..
شعارات تشترك أغلبها في فكرة مناهضة الفساد، وإقرار مبدأ المسؤولية بالمحاسبة، التي بدورها نص الدستور الجديد على تفعيلها والعمل بها.
سنة 1999 أخذ الملك الجديد زمام السلطة، وأصبح الآمر الناهي الجديد للمملكة، وكل صغيرة وكبيرة تمر بديوانه قبل أن تخرج للعلن. وفي كل سنة يحتفل الملك بمناسبة تربعه على العرش وفي كل مرة يوجه خطابا بالمناسبة للأمة.
وشكل خطاب هذه السنة استئناءا حسب الدارسين لعلم السياسة والقانون الدستوري، حيث اعتبر بمثابة نقد ذاتي للسياسة الملكية على امتداد 15 سنة، بدءا من يوم جلوسه على كرسي الملك وصولا لسنة 2014.
ووضع الملك إصبعه بالمناسبة على نقطة شغلت الحركة الاحتجاجية كما شغلت المواطن المغربي، وتساءل حول مآل الثروة المغربية؟ وحول من يحتكرها ؟ سؤال الملك هذا، أثار زوبعة وسط المهتمين بالشأن السياسي الوطني، فنجد أحدهم يتساءل، كيف لا يعرف ملك يسود ويحكم مدة 15 سنة من وكيف نهب ثروات البلد؟
الكل يعرف الثروة في جيب من توجد، وفي اعتقادي سؤال الملك يود من خلاله أن يرسل إشارة معينة إلى فئة تحتكر الثروة، وإلى العشرين في المائة التي تستفيد من خيرات البلد.
 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *