قراءة في النظام التعليمي العربي .. بين واقع الحال والتنمية المنشودة -المغرب نموذجا- (الجزء الثاني)

صورة لمجموعة من تلاميذ الثانويات في مظاهرة بالمغرب

صورة لمجموعة من تلاميذ الثانويات في مظاهرة بالمغرب

تحدثنا في الجزء الأول عن حال المنظومة التعليمية العربية وعن قيمة الميزانية المخصصة للقطاع التربوي. في هذا الجزء سنًركز في حديثنا شيئا ما على الوضعية المتأزمة التي تعيشها المؤسسات التعليمية والجامعات المغربية. ونبدأ قراءتنا من التقرير السنوي – 2014–  الذي أصدرته أكبر مؤسسة علمية بإسبانيا (المجلس الوطني للبحوث).، تقرير حاول ترتيب جامعات العالم، اعتمادا على جودة التعليم بها، ومدى تطور البحث العلمي وأيضا الحياة الجامعية للطلاب.
هذا التقرير وصف وضع الجامعات العربية على العموم بالمتأزم، وأن الصدارة كانت من نصيب الدول الأوروبية والإسرائيلية وبعض الدول الأفريقية. بينما جاءت أغلب الجامعات العربية في حضيض اللائحة وفي مؤخرة الترتيب. وسنُركز في هذه الدراسة بالأساس على الجوانب التي تهم  موضوعنا، وهي الجامعات المغربية.
نجد التقرير صادما حينما اعتبر جامعة محمد الخامس التي تعد من أعتق الجامعات المغربية العمومية في المرتبة 3281 من ضمن 22 ألف جامعة في العالم. أما جامعة سيدي محمد بن عبد الله التي توجد بقلب العاصمة العلمية للمغرب والتي تًجاور أقدم جامعة على وجه البسيطة جامعة القرويين صنفها التقرير في المرتبة 7000 .
وهكذا يكون المغرب قد تلقى صفعة قوية أخرى إذ لم يرد اسم أية جامعة مغربية ضمن الجامعات ال 2.500 الأفضل عالميا وغاب عن لائحة الـ30 عربيا، وعلى هذا الأساس وجب على الدولة المغربية أن تُعيد النظر في سياستها التعليمية الفاشلة وأن تقوم ببلورة نظام آخر بديل يقوم على الرؤيا المغربية الصرفة بدلا من أخذ أنظمة فاشلة مجهزة ومعدة، كأنه يقتني وجبة معدة وجاهزة من محل للأكل السريع. كما يجب أن تعلم السلطات الحكومية أن الشعب المغربي مل من الإصلاحات الجزئية والعقيمة والمناسباتية التي لا تزيد الوضع إلا فسادا وتخريبا.
يُشرف على تسيير قطاع التعليم بالمغرب، وزارتين اثنتين، الأولى مهتمة بالتعليم الأولي والتكوين المهني (وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني)، والثانية تختص بالتعليم العالي (وزارة التعليم العالي) بالإضافة إلى مجموعة من المؤسسات الدستورية، من قبيل المجلس الأعلى للتعليم. بالرغم من وجود كل هذه المؤسسات إلا أن التعليم لازال يتخبط في مشاكل كثيرة، وأن النظرة الإصلاحية والشمولية لهذا القطاع المهم والأساسي لازالت غائبة إلى حد اليوم.
يُعد التعليم قاطرة أساسية للرقي والتقدم، كما أن التعليم هو المفتاح الأول لبوابة التنمية التي يتغنى بها المسؤولون السياسيون في جل خطاباتهم ومشاريعهم الانتخابية، وفي وجود أمة جاهلة وأمية لا يمكن بتاتا الحديث عن التنمية والمجتمع الحداثي، وكما قال  جيمس ماديسون الرئيس الرابع للولايات المتحدة الأمريكية “التغير هو النتيجة الحقيقة لكل التعليم الحقيقي” ..
فإلى متى سيبقى العرب ينفقون ثرواتهم على أسلحة من المؤكد أنهم لن يستعملوها، ولو استعملوها فالأكيد أنها ستكون ضد أبنائهم ؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *