قراءة في النظام التعليمي العربي .. بين واقع الحال والتنمية المنشودة (الجزء الأول)

 

 

مشاكل التعليم العربي

صورة مأخوذة من ويكيبيديا الموسوعة الحرة – مسموح إعادة الإستعمال

تُعتبر جامعة القرويين أول جامعة في تاريخ البشرية وأقدمها على وجه الأرض، شيدتها السيدة فاطمة الفهرية بمدينة فاس العاصمة العلمية للمغرب، وحسب موسوعة “جنيس للأرقام القياسية” تُعد هذه جامعة القرويين أقدم جاعمة تعليمية تُدرس إلى اليوم. وفي هذا إشارة إلى أن المغرب والعالم العربي كان منارة للعلم، ومعقلا للعلوم بمختلف أصنافها وشُعبها.
والمتأمل لحال المجتمع العربي الأكاديمي اليوم سيجد المعاناة القاتلة التي تئن من وطأتها الشعوب، وسيرى غياب سياسة واضحة للتعليم، وسيلاحظ مدى خطورة الحالة “الصحية” للجسم التربوي والأكاديمي العربي.
يُعتبر التعليم في الدول السائرة في الإزدهار حجر الزاوية في بناء مُخططاتهم الاستراتيجية والتنموية، كما يُعد من أهم المجالات التي تُخصص له ميزانية مهمة من إيرادات الدولة العمومية، كما أن التلميذ أو الطالب بهاته البلدان يحضى بأهمية فائقة وبدرجة عالية من الاحترام والتقدير وتُوفر له كل الإمكانيات والوسائل لتكوينه وإعداده للمستقبل.
فعلى سبيل المثال ترصد الدول المتقدمة للتعليم ما نسبته 5 في المائئة من إجمال ناتجها الداخلي الخام، بينما نجد الدول العربية بالكاد تُنفق على على المجال العلمي 2,5 في المائة (حسب دراسة للبنك الدولي)، ونجد ان إسرائيل تُصرف 8 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي وهو مايفسر هيمنتها الإقتصادية والعسكرية والسياسية بالعالم، كما أن الولايات المتحدة هي الأخرى تتنفق على تعليم أبنائها 7 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي (وما أدراك ما ناتج الولايات المتحدة).
وبالعودة إلى العالم العربي، نلاحظ أن ميزانية السلاح ما زالت تستنزف ميزانية الدول، ولا يزال السلاح الهاجس الأول لها، بينما يبقى التعليم آخر ما يتم التخطيط له، وأشار تقرير إلى أن المنطقة العربية اشترت مامجموعه 100 مليار دولار من العتاد العسكري، بينما التعليم لم يُمنح حتى نصف الميزانية المذكورة. وبينت دراسة أردنية أن المملكة أنفقت على الأمن ما لم تنفقه على قطاعات العمل، التعليم والصحة مجتمعة.
يُجمع الخبراء على أن التعليم والتنمية تجمعهما علاقة ترابطبة وجودية ، حيث أن الإنفاق الجيد على التعليم يمكن من تخريج كوادر في المستوى وذات جودة عالية، والتي بدورها ستَعمل على تحسين الجودة والانتاجية وبالتالي تحقيق التنمية التي تنشدها مجتمعاتنا.
في التدوينة اللاحقة (الجزء الثاني) سأحدثكم عن التعليم بالمغرب، والطريق غير المسلوك الذي يمر منه.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *