“داعشٌّ في العراق .. و”داعشٌّ في البلد”

arablog
ظهر “فيروس” جديد بالشرق الأوسط المريض أصلا، لم يُعرفْ له دواء حتى الآن، فيروس نمى وترعرع في الدماء السورية قبل أن ينتقل ويزحف ليُعدي أجزاء كبيرة في العراق.
أنه فيروس “داعش” (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، دولة تزعم انتهاجها لمبدأ الخلافة الإسلامية، ولم تنتظر كثيرا حتى بايع “مواطنوها” أميرا لهم، اعتبروه أميرا لهم  وللمسلمين أينما وجدوا، وسرعان ما وضعت الدولة تكتيكا عسكريا لنفي الدول الحالية وإزالتها من الخريطة، والرجوع لحدود الدولة الإسلامية في عهد الإمبراطورية العثمانية في أوجها.
الغريب في أمر داعش أنها تعتمد أسلحة متطورة وتجهيزات حديثة من قبيل سيارات رباعية الدفع من طراز حديث ومتطور، كما أن ملامح “مجاهديها” لا  تظهر عليها أبدا مظاهر البدائية. والأغرب أنهم يعيثون في بني جلدتهم وديانتهم قتلا وتنكيلا .. أما الغرباء عنهم من ناحية المعتقد فخيروهم بين اعتناق الاسلام أو دفع الجزية أو الخروج والرحيل مع ترك كل مايملكون خلف ظهورهم أو القتل.
واشتد عود التنظيم وتقوى بفضل سفاهة وطيش وجهل “المجاهدين” العرب ذوو الجنسيات المختلفة، فالمغاربة المقاتلين في صفوف داعش وصل تعدادهم حسب مصادر خارجية لثمانية آلاف مجاهد مغربي، وهبوا أرواحهم للموت على قضية لاتهمهم ولاتنفعهم لا من قريب ولا من بعيد.
هذا باختصار ما يجري بمهد العلم والحضارة والتاريخ .. بلاد  الرافدين .. بلاد الشام العتيد. فكما أن لهم “داعشهم” فإن لنا “داعشنا”  الخاصة بنا من طينة أخرى وذات سياسة ثانية .. إلا أنهما يخلصان إلى نتيجة واحدة وهي بث الرعب واللاطمأنينة في نفوس المواطنين المستضعفين.
ومن بين أكبر “دواعشنا” رئيس حكومتنا المعظم، الذي لايعرف في قاموسه إلا ثقافة الزيادة، يزيد من ثمن وسعر كل شيء  حتى التوقيت القانوني للمملكة السعيدة لم يسلم من زياداته. وإن وجد حيلة ليفرض علينا إتاوة مقابل الهواء الذي نستنشقه لما تردد ولو جزءا من الثانية في إقرارها.
زاد من تشبثه بمقولته الشهيرة : عفا الله  عما سلف .. فاستسلم أمام جبروت الفساد والمفسدين.. ورجع للمواطن الفقير يُحاربه.
زاد من تهريجه فمرغ بهيبته وهيبة المسؤولية الحكومية التراب.
زاد من أثمان المحروقات .. فزعزع كيان المواطن البسيط وحمله ما لايطيق من زيادة في أثمان كل ما تَعلق بالنقل واللوجستيك، من سلع ومواد ونقل عمومي…
زاد من ثمن الماء والكهرباء .. فأحدث اضطرابا في جيوب المستضعفين.
فهل من “داعش” أكبر من هذا ؟؟

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *